النيّة: هي العزم على الفعل أو قصده، وفسّرت مرّة بالداعي، واخرى بإخطار صورة الفعل في الذهن، وثالثة: بقول أقومُ بهذا الفعل قربة إلى اللَّه تعالى.
وعلى هذا فالإخطار بمعنى ما يخطره الشخص بباله أمر أعمّ من النيّة إن اريد بها المعنى الثاني؛ لأنّه يشمل تصوّر الفعل وغيره، بينما النيّة تختصّ بالأفعال التي يزمع الشخص القيام بها أو يقوم بها بالفعل، كما أنّه مباين إن اريد بها غير ما ذكر.
والفرق بينهما يظهر في استدامة النيّة و مقارنتها للفعل حيث تتعذّر الاستدامة الحقيقيّة بناءً على تفسير النيّة بالإخطار، ولذلك اجتزئ بالحكميّة، ولا تتعذّر بناءً على تفسيرها بالداعي؛ لأنّه موجود ما دام الفعل قائماً والفاعل منتبهاً.
يستحبّ للمصلّي أن يخطر بباله جملة من المعاني حال أداء أفعال الصلاة، فيستحبّ له عند رفع يديه لتكبيرة الإحرام إخطار معنى: اللَّه أكبر، الواحد الأحد، الذي ليس كمثله شيء، لا يلمس بالأخماس، ولا يدرك بالحواس.
وعند الركوع ومدّ العنق فيه: آمنت بك ولو ضربت عنقي.
وفي السجود في السجدة الاولى: اللهمّ منها خلقتني، وفي الرفع منها: ومنها أخرجتني، وفي السجدة الثانية: وإليها تعيدني، وفي الرفع منها: ومنها تخرجني تارةً أُخرى.
ذهب بعض الفقهاء إلى منع المصلّي من قصد السلام على الإمام أو المأمومين أو الملكين عند التسليم، لكنّه جوّز للمنفرد إخطار التسليم بالبال على الكاتبين، وللإمام إخطاره على الكاتبين والمأمومين.