• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الإصلاح (إصلاح العباد)

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



لتصفح عناوين مشابهة، انظر الإصلاح (توضيح).
هو إصلاح الإنسانية ، بمعنى رفع الظلم و الفساد و الجهالة من بينهم، و بسط العلم و العدل فيهم، وبيان مصالحهم ومفاسدهم الفرديّة والاجتماعيّة، وهدايتهم إلى وسائل السعادة و الشقاوة .




بل صريح الكتاب و السنّة أنّ الهدف من بعثة الأنبياء عليهم السلام - أي إرسال الرسل و إنزال الكتب و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر - هو إصلاح الامّة وهدايتهم إلى الكمال . وقد وردت آيات و روايات كثيرة في ذلك نشير إلى بعضها فيما يلي:

۱.۱ - الكتاب


۱- فقوله تعالى: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ».
۲- وقوله تعالى: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ».
۳- وقوله تعالى: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّورَاة ِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
۴- وقوله تعالى: «وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَ مُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».
۵- وقوله تعالى: «وَلْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

۱.۲ - السنة



۱.۲.۱ - قول الإمام الحسين عليه السلام


فلقول الإمام الحسين عليه السلام في وصيّته لأخيه محمّد بن الحنفيّة : «... إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في امّة جدّي صلى الله عليه وآله وسلم، اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...».
[۶] البحار، ج۴۴، ص۳۲۹.


۱.۲.۲ - قول أميرالمؤمنين عليه السلام


وعن أمير المؤمنين عليه السلام في وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر : «أمّا بعد، فإنّه إنّما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربّانيّون و الأحبار عن ذلك، وأنّهم لمّا تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربّانيّون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات ، فَأمرُوا بالمعروف وانهوا عن المنكر، واعلموا أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يقرّبا أجلًا ولن يقطعا رزقاً ...».

۱.۲.۳ - قول الإمام الصادق عليه السلام


وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: «... إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة ، بها تقام الفرائض، هنالك يتمّ غضب اللّه عزّوجلّ عليهم فيعمّهم بعقابه، فيهلك الأبرار في دار الأشرار ، و الصغار في دار الكبار ، إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة، بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب ، وتردّ المظالم ، وتعمر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر ».

۱.۲.۴ - قول العلامة الطباطبايي


قال العلّامة الطباطبائي : «إنّ حقيقة دعوة النبوّة هي إصلاح الحياة الإنسانيّة الأرضيّة، قال تعالى حكاية عن شعيب : «إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ».
قال في موضع آخر: « السبب في بعث الأنبياء وإنزال الكتب، وبعبارة اخرى: العلّة في الدعوة الدينيّة ، وهو أنّ الإنسان بحسب طبعه و فطرته سائر نحو الاختلاف ، كما أنّه سالك نحو الاجتماع المدني ، وإذا كانت الفطرة هي الهادية إلى الاختلاف لم تتمكّن من رفع الاختلاف، وكيف يدفع شي‌ء ما يجذبه إليه نفسه؟! فرفع اللَّه سبحانه هذا الاختلاف بالنبوّة و التشريع بهداية النوع إلى كماله اللائق بحالهم المصلح لشأنهم، وهذا الكمال كمال حقيقي داخل في الصنع و الإيجاد ... وإذا كانت الطبيعة الإنسانيّة هي المؤدّية إلى هذا الاختلاف العائق للإنسان عن الوصول إلى كماله الحريّ به، وهي قاصرة عن تدارك ما أدّت إليه وإصلاح ما أفسدته، فالإصلاح- لو كان- يجب أن يكون من جهة غير جهة الطبيعة، وهي الجهة الإلهية التي هي النبوّة بالوحي؛ ولذا عبّر تعالى عن قيام الأنبياء بهذا الإصلاح ورفع الاختلاف بالبعث، ولم ينسبه في القرآن كلّه إلّاإلى نفسه، مع أنّ قيام الأنبياء- كسائر الامور- له ارتباطات بالمادّة بالروابط الزمانيّة والمكانيّة».
وإذا حلّلنا إنزال الكتب ووضع الدين للنظم والتشريعات التي تحتوي على مصالح راجعة إلى العباد في دنياهم واخراهم، وراقبنا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحلّلنا مفهوم الجهاد القائم على حماية الدين و الحدّ من الاعتداء و الظلم ودرسنا مفهوم الولاية و الحاكمية الصالحة، لعلمنا أنّ الإسلام حتى لو لم يرد نصّ بخصوصه، يهدف إلى إصلاح البشر على المستويات المادية و المعنوية في الدنيا و الآخرة ، فرسالة الإصلاح هي اسّ الرسالات السماوية على الإطلاق .


 
۱. الجمعة/سورة ۶۲، الآية ۲.    
۲. الحديد/سورة ۵۷، الآية ۲۵.    
۳. الأعراف/سورة ۷، الآية ۱۵۷.    
۴. الأنعام/سورة ۶، الآية ۴۸.    
۵. آل عمران/سورة ۳، الآية ۱۰۴.    
۶. البحار، ج۴۴، ص۳۲۹.
۷. الوسائل، ج۱۶، ص۱۲۰، ب ۱ من الأمر والنهي، ح ۷.    
۸. الوسائل، ج۱۶، ص۱۱۹، ب ۱ من الأمر والنهي، ح ۶.    
۹. هود/سورة ۱۱، الآية ۸۸.    
۱۰. الميزان، ج۱۵، ص۳۰۷.    
۱۱. الميزان، ج۲، ص۱۳۰- ۱۳۱.    




الموسوعة الفقهية، ج۱۳، ص۳۴۹-۳۵۱.    



جعبه ابزار