• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

انتظار الإمام المهدي‌ (عجل الله تعالى فرجه)

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



لتصفح عناوين مشابهة، انظر الانتظار (توضيح).
فكرة انتظار المصلح العظيم الذي سينشر القسط و العدل و الإحسان بظهوره ‏في آخر الزمان، ويقضي على الجور و الظلم و العدوان في أرجاء العالم، ويحقّق الرخاء و السعادة و المساواة في دولته الكريمة، ليست مقصورةً على الإسلام ، ولا مختصّة بالشيعة، بل هي فكرة آمن بها أهل الأديان السماوية، واعتنقتها معظم الشعوب ، فهي نقطة اشتراك بين جميع الأديان و المذاهب ، بيد أنّ الاختلاف بينهم في تحديد هوية و مصداق هذا المصلح المنتظر، حيث تعتقد الشيعة الإمامية أنّ هذا المصلح المنتظر هو شخص معيّن معروف ولد ليلة النصف من شعبان سنة ۲۵۵ هجرية، ولا يزال حيّاً، وهو الإمام محمّد بن الحسن العسكري، والذي يملأ اللَّه بظهوره الأرض قسطاً وعدلًا بعدما ملئت ظلماً وجوراً.




الانتظار لغة
[۲] لسان العرب، ج۱۴، ص۱۹۴.
وعرفاً: هو توقّع مجي‌ء شخص أو أمر ما للمنتظر، و المراد به هنا هو التوقّع الدائم لظهور الحجّة (عجّل اللَّه تعالى فرجه) لتنفيذ الهدف المنشود من إقامة العدل ونشر الرحمة في أرجاء المعمورة، وهذا بدوره يولّد إشراقة أمل في القلوب ، ويحرّض الأفراد على التزكية و الإصلاح و السعي و الاستعداد بالورع و الاجتهاد ، ويرغّب في العمل بالتكاليف الشرعية والفرائض الدينيّة.
والسرّ في ذلك أنّ الانتظار يستبطن التحضّر لمن يُنتظر، فإذا كان الإنسان في انتظار مجي‏ء صديقه العزيز إليه، فإنّ الانتظار لا ينسجم إلّامع تحضير ألوان الضيافة له و تنظيف المنزل وتهيئته لقدومه، فهنا يقال بأنّه انتظره بشكل صحيح، وهذا هو المعنى الصحيح للانتظار، في مقابل بعض من يتصوّر أنّ الشيعة الإمامية يقصدون بالانتظار ترك الواجبات وفعل المحرّمات و الجلوس مكتوفي الأيدي لتعجيل فرج الإمام الحجّة (عجّل اللَّه تعالى فرجه).

۱.۱ - الانتظار الحقيقي عند الروايات


وقد أشارت بعض الروايات إلى هذا النوع من الانتظار الذي يحقّق شرط الظهور ويمهّد له، بأنّه لا يكون إلّا بالمواظبة على العمل الصالح و التحلّي بالورع والاجتهاد، و الالتزام بأمر اللَّه و نهيه ، و الولاية لأوليائه و البراءة من أعدائه.
فعن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «... من سُرّ أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجرِ من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة».



حثّت الكثير من الروايات وأكّدت على فضل انتظار الفرج واستحبابه، وأنّه أحبّ الأعمال وأفضل العبادة ، وانتظار فرج الإمام المهدي‌ (عجّل اللَّه تعالى فرجه) هو تطبيق عملي وعيني لفكرة انتظار الفرج عند الشدّة، وذلك عندما يعمّ الدنيا الظلم والجور، ويخيّم اليأس على الجميع، ويخمد صوت العدالة ، فيكون (المهدي) فرجاً عاماً، يملأ الدنيا عدلًا وقسطاً ورحمةً وخيراً.
وفيما يلي نذكر نماذج من تلك الروايات الدالّة على فضل الانتظار عموماً وانتظار فرجه‏ (عجّل اللَّه تعالى فرجه) خصوصاً:

۲.۱ - قول أمير المؤمنين عليه السلام


ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : أفضل العبادة انتظار الفرج».
و ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح اللَّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللَّه عزّوجلّ انتظار الفرج».

۲.۲ - قول علي بن الحسين عليه السلام


ما رواه أبو خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: «... يا أبا خالد، إنّ أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلّ زمان...»، وقال عليه السلام: «انتظار الفرج من أعظم الفرج».

۲.۳ - قول الإمام الصادق عليه السلام


ما رواه أبو إبراهيم الكوفي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «... المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يذبّ عنه».

۲.۴ - فوائد الانتظار


وقد جاء هذا الحثّ و الترغيب بالانتظار لما فيه من الفوائد الكثيرة التي ذكر بعضها العلماء:

۲.۴.۱ - إصلاح النفس


أنّ الانتظار يدعو إلى إصلاح النفس و تهذيب الأخلاق ، وذلك أنّ المنتظر لا يعدّ من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام وشيعته ولا من أنصاره و أعوانه إلّاإذا سعى في إصلاح نفسه وتهذيب أخلاقه؛ ليكون قابلًا لصحبة الإمام و الجهاد بين يديه.
[۹] بداية المعارف الإلهية، ج۲، ص۱۸۳.


۲.۴.۲ - تهيئة المقدمات لغلبة الإمام على عدوه


أنّ الانتظار باعث على تهيئة المقدّمات والمعدّات الموجبة لغلبة الإمام على عدوّه؛
[۱۰] بداية المعارف الإلهية، ج۲، ص۱۸۴.
لأنّ الانتظار يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون في حالة استعداد دائم للانضمام إلى جيش الإمام المهدي للتضحية في سبيل فرض هيمنة الإمام الكاملة، وبسط سلطنته على الأرض؛ لإقامة شرع اللَّه تعالى، وهذا الشعور يخلق عند المؤمنين حالةً من التآزر و التعاون ورصّ الصفوف و الانسجام ؛ لأنّهم سيكونون جنداً للإمام عليه السلام.

۲.۴.۳ - المعيشة بالعزة والكرامة


أنّ الامّة التي تعيش حالة الانتظار تعيش حالة الشعور بالعزّة و الكرامة ، فلا تطأطئ رأسها لأعداء اللَّه، ولا تذلّ لجبروتهم وطغيانهم؛ إذ هي تترقّب وتتطلّع لظهوره المظفّر في كلّ ساعة؛ ولذلك فهي تأنف الذلّ و الهوان ، ومثل هذا الشعور يخلق دافعاً قويّاً للمقاومة و الصمود والتضحية؛ كي يتمكّن الإمام عند الظهور من الاستعانة بهم جنداً له.

۲.۴.۴ - تحصيل الثواب والأجر


تحصيل الثواب و الأجر على الانتظار، فقد ورد عن أبي بصير ومحمّد ابن مسلم عن أبي عبد اللَّه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللَّه ».



هناك آداب ووظائف
[۱۲] النجم الثاقب‏، ج۲، ص۴۳۳- ۴۷۴.
[۱۳] منتهى الآمال، ج۲، ص۸۰۳- ۸۱۳.
تفهم من بعض الروايات ينبغي على المنتظرين للإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه القيام بها في عصر الغيبة :

۳.۱ - التحلية بالأخلاق الحميدة


مضاعفة الجهوزية استقبالًا لظهوره‏ (عجّل اللَّه تعالى فرجه)، عبر تهيئة المؤمنين و إعداد النفوس بتحليتها بالأخلاق الحميدة و التزامها بالتكاليف الشرعية، فإنّ هذا من أهم آداب الانتظار وأعظمها.

۳.۲ - الهم والغم لغيبته عليه السلام


أن يكون المنتظر مهموماً و مغموماً لغيابه عليه السلام، و متحسّراً على فراقه، وذلك لعشقه له مع عدم الوصول إليه رغم وجوده بين الأنام و اطّلاعه على خفايا الأعمال، فقد ورد في دعاء الندبة : (عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا ترى، ولا أسمع لك حسيساً ولا نجوى، عزيز عليّ أن تحيط بك دوني البلوى ولا ينالك منّي ضجيج ولا شكوى ، بنفسي أنت من مغيّب لم يخل منّا).
[۱۴] البحار، ج۱۰۲، ص۱۰۸.


۳.۳ - الدعاء


الدعاء لحفظه عليه السلام و لتعجيل ظهوره و نصرته و غلبته على الكفّار و الملحدين و المنافقين ، فقد كان الإمام الرضا عليه السلام في رواية يونس بن عبد الرحمن يأمر للقائم عليه السلام بهذا الدعاء: «اللهمّ ادفع عن وليّك و خليفتك وحجّتك على خلقك...».
[۱۵] البحار، ج۹۵، ص۳۳۰، ح ۴.
ومن الأدعية التي يدعى بها له في كلّ وقت وحال لا سيّما في شهر رمضان في ليلة الثالث والعشرين منه الدعاء الشريف: «الّلهمّ كن لوليّك...»، كما جاء في رواية محمّد بن عيسى . ومن ذلك أن يدعو اللَّه تعالى أن يجعله من جنده والمستشهدين بين يديه، فيربّي نفسه على أن لا يخذله عند ظهوره، ولا يكون كأهل الكتاب الذين كانوا يستفتحون على الذين كفروا فلمّا جاءهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفروا به وارتدّوا.

۳.۴ - التصدق


التصدّق بما تيسّر في كلّ وقتٍ لحفظ وجوده المبارك .
[۱۷] النجم الثاقب، ج۲، ص۴۷۰.


۳.۵ - الحج


الحجّ عنه عليه السلام استنابة كما هو معروف بين الشيعة قديماً.
[۱۸] النجم الثاقب، ج۲، ص۴۷۳.


۳.۶ - القيام


القيام تعظيماً عند سماع اسمه الكريم، لا سيّما اسم (القائم)، كما جرت عليه السيرة عند الإمامية.
[۱۹] النجم الثاقب، ج۲، ص۴۷۴.

 


 
۱. الكافي، ج۱، ص۵۱۴.    
۲. لسان العرب، ج۱۴، ص۱۹۴.
۳. البحار، ج۵۲، ص۱۴۰، ح ۵۰.    
۴. كمال الدين وتمام النعمة، ج۱، ص۲۸۷، ح ۶     .
۵. البحار، ج۵۲، ص۱۲۵، ح ۱۱.    
۶. البحار، ج۵۲، ص۱۲۳، ح ۷.    
۷. البحار، ج۵۲، ص۱۲۲، ح ۴.    
۸. البحار، ج۵۲، ص۱۲۹، ح ۲۴.    
۹. بداية المعارف الإلهية، ج۲، ص۱۸۳.
۱۰. بداية المعارف الإلهية، ج۲، ص۱۸۴.
۱۱. كمال الدين وتمام النعمة، ج۱، ص۶۴۵، ح ۶.    
۱۲. النجم الثاقب‏، ج۲، ص۴۳۳- ۴۷۴.
۱۳. منتهى الآمال، ج۲، ص۸۰۳- ۸۱۳.
۱۴. البحار، ج۱۰۲، ص۱۰۸.
۱۵. البحار، ج۹۵، ص۳۳۰، ح ۴.
۱۶. الكافي، ج۴، ص۱۶۲، ح ۴.    
۱۷. النجم الثاقب، ج۲، ص۴۷۰.
۱۸. النجم الثاقب، ج۲، ص۴۷۳.
۱۹. النجم الثاقب، ج۲، ص۴۷۴.




الموسوعة الفقهية، ج۱۷، ص۴۱۸-۴۲۲.    



جعبه ابزار