• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الأيام المباركة أو المنحوسة

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



هي الأيّام التي ذكر أنّ فيها البركة و اليمن و السعادة أو النحوسة و الشؤم .





۱.۱ - الأيام في اللغة


الأيّام - لغةً-: جمع يوم»، وهو الذي يعبّر به عن طلوع الشمس إلى غروبها، وقد يعبّر به عن مدّة من الزمان ، أيّ مدّةٍ كانت.
[۱] المفردات، ج۱، ص۸۹۴.

قال اللَّه سبحانه وتعالى: «إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ »، وقال عزّ من قائل: «وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ »، وقال أيضاً: «أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ»، وقال عزّوجلّ: «وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ».

۱.۲ - المباركة في اللغة


و المباركة : من البركة بمعنى الزيادة و النماء
[۸] لسان العرب، ج۱، ص۳۸۶.
و السعادة .
[۹] لسان العرب، ج۱، ص۳۸۷.
وقيل: من ثبوت الخير الإلهي في الشي‌ء .
[۱۰] المفردات، ج۱، ص۱۱۹.


۱.۳ - المنحوسة في اللغة


وأمّا المنحوسة : فمن النحس الذي هو خلاف السعد ، يقال: يوم نحس وأيّام نحسات، وهي الأيّام المشؤومات المقترنة بالنحس.
[۱۲] لسان العرب، ج۱۴، ص۷۱.




ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن هذه المعاني اللغوية.



يجري البحث حول الأيّام المنحوسة والمباركة ضمن عدّة نقاط أهمّها إجمالًا ما يلي:

۳.۱ - نماذج من الأيام المباركة والمنحوسة


وردت في النصوص العديد من الأيّام التي وصفت بالمباركة أو المنحوسة، فمن أمثلة الأيّام المباركة أيّام شهر رمضان المبارك، ويوم مبعث النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وولادته وولادة أهل بيته عليهم السلام، وعيدي الفطر و الأضحى ، ويوم الغدير و الجمعة ، وبعض أيّام الاسبوع و الشهر .

۳.۱.۱ - ذكر بعض مصاديق الأيام المباركة


وفيما يلي نشير إلى بعض الروايات التي تفيد ذلك:
ففي خبر علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ، عن الإمام الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: «إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم خطبنا ذات يوم فقال: أيّها الناس ، إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة و الرحمة و المغفرة ، شهر هو عند اللَّه أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة اللَّه، وجعلتم فيه من أهل كرامة اللَّه، أنفاسكم فيه تسبيح، و نومكم فيه عبادة ، و عملكم فيه مقبول ، و دعاؤكم فيه مستجاب ، فاسألوا اللَّه ربّكم بنيّاتٍ صادقة و قلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه و تلاوة كتابه...».

۳.۱.۲ - ذكر بعض مصاديق الأيام المنحوسة


ومن أمثلة الأيّام المنحوسة يوم عاشوراء وبعض أيّام الاسبوع وأيّام الشهر.
أمّا يوم عاشوراء فهو يوم حزن آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجمعين وسرور أعدائهم ، قال جعفر بن عيسى : سألت الرضا عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء وما يقول الناس فيه؟ فقال: «عن صوم ابن مرجانة تسألني؟! ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام، وهو يوم يتشاءم به آل محمّد، ويتشاءم به أهل الإسلام ...».
وفي خبر علقمة عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث زيارة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء من قرب وبعد- قال: «... وإن استطعت أن لا تنشر يومك في حاجة فافعل؛ فإنّه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك له فيها، ولا يرى فيها رشداً، ولا يدّخرنّ أحدكم لمنزله فيه شيئاً، فمن ادّخر في ذلك اليوم شيئاً لم يبارك له فيما ادّخر، ولم يبارك له في أهله ...».
وأمّا الأيّام المنحوسة من بعض أيّام‏ الاسبوع وأيّام الشهر فقد وردت فيها جملة من الروايات.
[۱۶] البحار، ج۵۹، ص۱۸- ۹۱.

إلّاأنّ السيّد اليزدي قال: «وقد عدّ أيّام من كلّ شهر وأيّام من الشهر منحوسة يتوقّى من السفر فيها، ومن ابتداء كلّ عمل بها، وحيث لم نظفر بدليل صالح عليه لم يهمّنا التعرّض لها وإن كان التجنّب منها ومن كلّ ما يتطيّر بها أولى، ولم يعلم أيضاً أنّ المراد بها شهور الفرس أو العربية ، وقد يوجّه كلّ بوجهٍ غير وجيه ...».

۳.۲ - معنى البركة والنحوسة في الأيام


يطرح هنا تساؤل حول معنى نحوسة بعض الأيّام وبركتها، وهل أنّ ذلك باعتبار ما نزل فيها من الوقائع المباركة كمولد نبيّ أو وصي أو نزول نعمة اخرى؛ أو المنحوسة كنزول عذاب أو سلب نعمة من نبيّ أو وصي ونحوها، أو إنّهما باعتبار ذات هذه الأيّام والليالي؟
قال العلّامة الطباطبائي : «نحوسة اليوم أو أيّ مقدار من الزمان أن لا يعقب الحوادث الواقعة فيه إلّا الشرّ ، ولا يكون الأعمال أو نوع خاصّ من الأعمال فيه مباركة لعاملها، و سعادته خلافه، ولا سبيل لنا إلى إقامة البرهان على سعادة يوم من الأيّام أو زمان من الأزمنة، ولا نحوسته، و طبيعة الزمان المقدارية متشابهة الأجزاء والأبعاض، ولا إحاطة لنا بالعلل و الأسباب الفاعلة المؤثّرة في حدوث الحوادث و كينونة الأعمال حتى يظهر لنا دوران اليوم أو القطعة من الزمان من علل وأسباب تقتضي سعادته أو نحوسته، ولذلك كانت التجربة الكافية غير متأتّية؛ لتوقّفها على تجرّد الموضوع لأثره حتى يعلم أنّ الأثر أثره، وهو غير معلوم في المقام ...
هذا بحسب النظر العقلي، وأمّا بحسب النظر الشرعي ففي الكتاب ذكر من النحوسة وما يقابلها، قال تعالى: «إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمٍ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ »، وقال: «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ».
لكن لا يظهر من سياق القصّة ودلالة الآيتين أزيد من كون النحوسة و الشؤم خاصة بنفس الزمان الذي كانت تهبّ عليهم فيه الريح عذاباً... وقال تعالى:
« وَالْكِتَابِ الْمُبِين إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ»، و المراد بها ليلة القدر التي يصفها اللَّه تعالى بقوله: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ »، وظاهرٌ أنّ مباركة هذه الليلة وسعادتها إنّما هي بمقارنتها نوعاً من المقارنة لُامور عظام من الإفاضات الإلهية وأفاعيل معنوية كإبرام القضاء ونزول الملائكة و الروح ... ويؤول معنى مباركتها وسعادتها إلى فضل العبادة و النسك فيها و غزارة ثوابها...
وأمّا السنّة فهناك روايات كثيرة جدّاً في السعد والنحس من أيّام الاسبوع، ومن أيّام الشهور العربيّة، ومن أيّام شهور الفرس، ومن أيّام الشهور الروميّة ، وهي روايات بالغة في الكثرة مودعة في جوامع الحديث أكثرها ضعاف من مراسيل و مرفوعات وإن كان فيها ما لا يخلو من اعتبار من حيث أسنادها ... ففي كثير منها وخاصة فيما يتعرض لنحوسة أيّام الاسبوع وأيّام الشهور العربيّة تعليل نحوسة اليوم بوقوع حوادث مرّة غير مطلوبة بحسب المذاق الدينيّ كرحلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم و شهادة الحسين عليه السلام، و إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار ، ونزول العذاب بامّة كذا وخلق النار وغير ذلك».
وهذه الروايات لم يتعرّض لها الفقهاء غالباً إمّا باعتبار كونها من الآداب ، أو لضعف أسنادها أو لوجود المعارض لها أو غير ذلك، وإنّما تعرّض بعضهم لها في كتب الآداب.
نعم، تعرّض لها جمعٌ قليل كالسيد اليزدي في مقدمة كتاب الحج عند حديثه عن آداب السفر ومستحبّاته قائلًا: «ثانيها: اختيار الأزمنة المختارة له من الاسبوع والشهر، فمن الاسبوع يختار السبت وبعده الثلاثاء والخميس، والكلّ مرويّ، ثم ذكر الروايات في ذلك إلى أن قال: وقد عُدّ أيّام من كلّ شهر وأيّام من الشهر منحوسة يتوقّى من السفر فيها، ومن ابتداء كلّ‏ عمل بها، وحيث لم نظفر بدليل صالحٍ عليه لم يهمّنا التعرّض لها وإن كان التجنّب منها ومن كلّ ما يتطيّر بها أولى، ولم يعلم أيضاً أنّ المراد بها شهور الفرس أو العربيّة، وقد يوجّه كلٌ بوجهٍ غير وجيه، وعلى كلّ حال فعلاجها لدى الحاجة بالتوكّل والمضي، خلافاً على أهل الطيرة ، فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
« كفارة الطيرة التوكّل» ».
ولم يتعرّض لهذا الكلام المحشّون على العروة ، لا نفياً ولا إثباتاً .

۳.۳ - آداب الأيام المباركة والمنحوسة


ثمّة أحكام تتعلّق بالأيّام المباركة والمنحوسة، وقد ذكرت في أبواب متفرّقة من كتبنا الفقهية،
[۲۶] المنتهى، ج۵، ص۴۷۵.
وهذه بعضها إجمالًا:
منها: كراهة السفر و السعي في الحوائج في يوم الجمعة قبل صلاتها؛ لما رواه السريّ عن الإمام الهادي عليه السلام أنّه قال:
«يكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة بكرة من أجل الصلاة، فأمّا بعد الصلاة فجائز يتبرّك به».
ومنها: كراهة الطلي بالنورة يوم الأربعاء؛ لما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام : ينبغي للرجل أن يتوقّى النورة يوم الأربعاء، فإنّه يوم نحس...».
ومنها: استحباب الصدقة في الأيّام التي يكره فيها السفر، فعن عبد اللَّه بن سليمان عن أحدهما عليهما السلام قال: «كان أبي إذا خرج يوم الأربعاء من آخر الشهر، وفي يومٍ يكرهه الناس من محاقٍ أو غيره، تصدّق بصدقة ثمّ خرج».
بل تستحبّ الصدقة لرفع نحوسة كلّ يوم، فعن مسمع بن عبد الملك عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من تصدّق بصدقة حين يصبح أذهب اللَّه عنه نحس ذلك اليوم».
و تفصيل ذلك كلّه في محالّه.


 
۱. المفردات، ج۱، ص۸۹۴.
۲. آل عمران/سورة ۳، الآية ۱۵۵.    
۳. النحل/سورة ۱۶، الآية ۸۷.    
۴. البقرة/سورة ۲، الآية ۲۵۴.    
۵. إبراهيم/سورة ۱۴، الآية ۵.    
۶. العين، ج۵، ص۳۶۸.    
۷. الصحاح، ج۴، ص۱۵۷۵.    
۸. لسان العرب، ج۱، ص۳۸۶.
۹. لسان العرب، ج۱، ص۳۸۷.
۱۰. المفردات، ج۱، ص۱۱۹.
۱۱. العين، ج۳، ص۱۴۴.    
۱۲. لسان العرب، ج۱۴، ص۷۱.
۱۳. الوسائل، ج۱۰، ص۳۱۳، ب ۱۸ من أحكام شهر رمضان، ح ۲۰.    
۱۴. الوسائل، ج۱۰، ص۴۶۰، ب ۲۱ من الصوم المندوب، ح ۳.    
۱۵. الوسائل، ج۱۴، ص۵۰۹- ۵۱۰، ب ۶۶ من المزار، ح۲۰.    
۱۶. البحار، ج۵۹، ص۱۸- ۹۱.
۱۷. العروة الوثقى، ج۴، ص۳۲۶.    
۱۸. القمر/سورة ۵۴، الآية ۱۹.    
۱۹. فصّلت/سورة ۴۱، الآية ۱۶.    
۲۰. الدخان/سورة ۴۴، الآية ۲.    
۲۱. الدخان/سورة ۴۴، الآية ۳.    
۲۲. القدر/سورة ۹۷، الآية ۳.    
۲۳. الميزان، ج۱۹، ص۷۱- ۷۲.    
۲۴. الوسائل، ج۱۱، ص۳۶۲، ب ۸ من آداب السفر، ح ۳.    
۲۵. العروة الوثقى، ج۴، ص۳۲۵-۳۲۶.    
۲۶. المنتهى، ج۵، ص۴۷۵.
۲۷. الحدائق، ج۱۰، ص۱۶۳.    
۲۸. مستند الشيعة، ج۶، ص۱۳۴.    
۲۹. الوسائل، ج۷، ص۴۰۶، ب ۵۲ من صلاة الجمعة، ح ۱.    
۳۰. الوسائل، ج۲، ص۸۰، ب ۴۰ من آداب الحمّام، ح ۱.    
۳۱. الوسائل، ج۱۱، ص۳۷۷، ب ۱۵ من آداب السفر، ح ۷.    
۳۲. الوسائل، ج۹، ص۳۸۳- ۳۸۴، ب ۸ من الصدقة، ح ۲.    




الموسوعة الفقهية، ج۱۹، ص۲۵۷-۲۶۱.    



جعبه ابزار